علي ملعب سينتيناريو في مدينة أرمينيا المشهورة بإنتاج أجود أنواع القهوة قدم المنتخب السعودي احدي روائع الكرة العربية وأهدي للجماهير السعودية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة "فنجان" من القهوة العربية في سحور أول أيام شهر رمضان الكريم, عندما تغلب علي المنتخب الكرواتي"القوي" بهدفين دون رد في أولي مبارياته بالمجموعة الرابعة.
المدينة المعروفة أيضاً "بمدينة العجائب" شهدت تقلبات عجيبة في اللقاء الذي أداره الدولي الإيفواري دويه نومانديز , حيث كانت الأفضلية لأبناء المدرب الخبير إيفان جرينيا في النصف الأول للقاء رغم أحقية "الأخضر" في ركلة جزاء تغاضي عنها الإيفواري بعناد بعد تعرض يحيي دغريري للعرقلة من الحارس ديلاتش .
بعد تسع دقائق من انطلاق الشوط الثاني وفي ظل هجوم متتالي من المنتخب الكرواتي تصدي له العملاق الهلالي عبد الله السديري بتمكن, فاجأ لاعب الأهلي ياسر الفهمي الجميع بتسديدة يسارية بعيدة فشل الحارس ديلاتش في التعامل معها لتهتز الشباك معلنة تقدم أبناء أرض الحرمين الشريفين بهدف دون رد .
أخر فوز للمنتخب السعودي للشباب تحقق عام 1989 أي بعد 100 عام علي تأسيس هذه المدينة(أرمينيا) , فهل يستعيد ذاكرة الانتصارات علي أرضها؟
هكذا جاء التساؤل علي لسان كل متابعي اللقاء قبل أن تأتي الإجابة بقدم مهاجم الإتحاد البديل فهد المولد الذي قاد هجمة تبادل خلالها الكرة مع زميله في المنتخب و النادي يحيي دغريري وسط عمالقة دفاع كرواتيا, قبل أن يُحسن استغلال التمريرة الحريريه و يحول الكرة في الشباك عند الدقيقة 69 مضاعفاً النتيجة من ناحية ومانحاً الثقة لكتيبة المدرب الوطني خالد القروني في صنع تاريخ للمنتخب السعودي في البطولة من ناحية أخري.
زملاء القائد عبد الله عطيف لم يعد أمامهم إلا تحقيق الفوز الثاني علي التوالي عندما يواجهون جواتيمالا علي نفس الملعب في الجولة الثانية في الثالث من هذا الشهر حتى يقتربوا من تجاوز الدور الأول لأول مرة في تاريخهم بعد 6 مشاركات لم يقدموا خلالها النتائج المرجوة التي تليق بالكرة السعودية أحد المدارس الكروية الكبرى في القارة الصفراء.
الفوز الكبير و التاريخي للأخضر صاحبته بعض الأرقام و الإحصاءات و المفارقات نستعرضها فيما يلي:
1 - الفوز هو الثالث للمنتخب السعودي للشباب طوال تاريخه في البطولة الذي بدأ مع النسخة الخامسة في الإتحاد السوفيتي 1985, الطريف أن الانتصارات السعودية الثلاثة جاءت علي حساب منتخبات أوربية, حيث كان الفوز الأول علي أيرلندا (1-0) في الجولة الثانية للمجموعة الثانية في الإتحاد السوفيتي 1985, بينما كان الفوز الثاني علي حساب البرتغال(3-0) في ختام مباريات المجموعة الأولي من نهائيات النسخة السابعة علي أرض المملكة 1989 ثم كان الفوز الثالث علي كرواتيا في أولي مباريات"الأخضر" في كولمبيا 2011.
2 - منذ فوزه علي البرتغال بثلاثية دون رد في ختام مبارياته في مشاركته الثالثة علي أرضه في الثاني و العشرين من شهر فبراير عام 1989 صام المنتخب السعودي عن تحقيق أي فوز طوال 9 مباريات خاضها في نهائيات 1993 و 1999 و 2003 ( 4 تعادلات و 5 خسائر) ثم جاءت الانفراجة علي حساب كرواتيا في أولي مبارياته خلال مشاركته السابعة في البطولة.
3 - لقاء كرواتيا هو العاشر للمنتخب السعودي أمام أحد المنتخبات الأوربية, حيث كانت المواجهة الأولي ضد أسبانيا(0-0) في نسخة 1985, نتائج شباب السعودية مع منتخبات القارة العجوز تقول أنه فاز عليها في 3 مناسبات و خسر 5 فيما كان التعادل حاضراً في مناسبتين.
4 - بهدفي الفهمي و المولد رفع المنتخب السعودي غلته من الأهداف إلي الرقم 11 في 19 مباراة خاضها في النهائيات, تألق السديري أوقف عدد الأهداف التي تلقتها الشباك السعودية عند الرقم 23.
5 - طوال 6 مشاركات سابقة للمنتخب السعودي في النهائيات لم يبدأ مبارياته بالفوز إلا من خلال هذه النسخة بعد أن شهدت انطلاقاته السابقة تعادلين و 4 خسائر.
6 - في اللقاء رقم 111 للمنتخبات العربية في البطولة حقق المنتخب السعودي الفوز رقم 30 للعرب الذين رفعوا عدد تعادلاتهم إلي الرقم 24 بعد تعادل شباب مصر مع البرازيل في المجموعة الخامسة, فيما ظلت خانة خسائر أبناء لغة الضاد عن الرقم 57.
7 - علي صعيد الأهداف ارتفعت الغلة العربية إلي الرقم 112 فيما بقي عدد الأهداف الذي استقبلته شباك المنتخبات العربية عند الرقم 179 هدفاً.
8 - بتفوقه علي كرواتيا بهدفين دون رد حقق المنتخب السعودي الفوز الثاني للمنتخبات الأسيوية في البطولة, الفوز الأول حققه منتخب كوريا الجنوبية علي مالي في المجموعة الأولي بنفس النتيجة,الرائع أن منتخبات أكبر قارات العالم لم تعرف الخسارة خلال الجولة الأولي حيث تعادلت كوريا الشمالية مع إنجلترا بدون أهداف في المجموعة السادسة في التاسع و العشرين من يوليو, بينما انتهي لقاء أستراليا مع الإكوادور الذي أقيم في نفس توقيت لقاء السعودية و كرواتيا بالتعادل بهدف في كل شبكة.